يستمر المجتمع المدني السوري الذي ظهر بعد انتفاضة العام 2011 بمقاومة الاستبداد بأشكاله كافة على الرغم من الصعاب كلها. لقد بدأ هذا الاستبداد مع نظام الأسد، لكنه امتد ليشمل الجماعات المتطرفة والمجموعات المسلحة وممارسات الظلم الاجتماعي وأمراء الحرب… إلخ، في ظل سياق النزاع والعنف والوضع الإنساني المؤلم. ويعد الصحفيون المهنيون والمواطنون جزءاً أساسياً من المجتمع المدني. وقد عملوا على تأسيس موجة جديدة من وسائل الإعلام الناشئة في سوريا التي وصل عددها اليوم إلى مئات المنصات. ويعاني كثير من موظفي هذه الوسائل تحديَ إساءة استخدام السلطة، حتى لو كان على حساب حياتهم.
اليوم، وبعد خمس سنوات على ظهور أول وسيلة إعلامية ثورية في سوريا، نلاحظ أمثلة على إعادة إنتاج إساءة استخدام السلطة بشكل ظالم جندرياً، وثقافة الوصاية على النساء في سوريا. ونتيجة توخي الحذر من عواقب ذلك، فإننا في شبكة الصحفيات السوريات نعمل مع وسائل الإعلام الناشئة في سوريا على مواجهة تلك التحديات على مستويات مختلفة. على سبيل المثال، مع البيئة الحالية التي تشهد عنفاً متصاعداً ونزوحاً ولجوءاً واعتقالاً وغياباً قسرياً.. إلخ في سوريا، فإن إحدى المعضلات التي نواجهها هي تصوير المرأة في النصوص الإعلامية. يمكن الاستمرار في تصوير النساء كضحايا، مع إبرازهن كشخصيات ضعيفة وبحاجة إلى المساعدة، أو يمكن تمكينهن عن طريق إظهار أدوارهن الاجتماعية المتغيرة قياديات وصاحبات مبادرة، وهذه الصورة الأخيرة هي ما نسعى إلى تحقيقه.
ومع الإقرار بالعوامل المثبطة الموجودة في السياق السوري، إلا أننا في شبكة الصحفيات السوريات نهدف إلى إظهار الصور الإيجابية وقصص نجاح النساء السوريات أينما كن، وبموازاة ذلك نعمل على تمكين المهنيين من النساء والرجال في مجال الإعلام لاعتماد الحساسية الجندرية في عملهم اليومي. وبما أن هذه الخطوات التي تتخذها وسائل الإعلام الناشئة في سوريا نحو تحسين تصوير النساء في وسائل الإعلام، يمكن أن تستفيد من تحليل نقدي أكثر، حيث تواجه النساء اللواتي يخترن الإعلام مهنةً عوائق وتحديات اجتماعية، فقد أجرينا هذا البحث بالتعاون مع قياديي وصحفيي وسائل الإعلام الناشئة، وناشطين وباحثين. نأمل بأن يكون عملنا لبنة أساسية لمراقبة وتحليل محتوى وعمل إنتاج منشورات وسائل الإعلام الناشئة في سوريا فيما يخص تصوير النساء.