طريق سوريا إلى العدالة

في حزیران/ یونیو 2020، وبالتزامن مع اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع، أطلقـت المنظمات النسویة السوریة «بدائل» و«دولتي» و«النساء الآن من أجل التنمية» و«شــبكة الصحفيات السوريات»، بالإضافة إلى «حملة من أجل سـوریا»، حملة «طريق سوريا إلى العدالة»»

تدعو هذه الحملة إلى زيادة فرص الوصول القانوني إلى العدالة للناجيات والناجين من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي الذي ارتكب خلال السنوات العشرة الماضية في سوريا في مراكز الاعتقال، وخاصة للناجیات اللواتي یواجهن عوائق تحول دون وصولهن إلى العدالة.

معارك الناجيات/ين من أجل العدالة تتخطى قاعة المحكمة لتدخل كل بيت وشـارع في سـوریا، وإن لم تحصل كل ناجية وناٍج على الرعاية والاحترام والدعم الذي يحتاجونه/ تحتجنه سـتبقى العدالة قاصرة أمام الجرائم الدولیة التي تمر دون حساب.

تعمل الحملـة على إنتاج محتوى يساهم في تعزيـز وصول الناجين/ الناجيات من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي إلى العدالة، ورواية تجاربهن/م وقصصهن والتحديات التي تواجههن/هم

ولذلك عملت شبكة الصحفيات السوريات على إنتاج هذه السلسلة من المدونات المكتوبة من ناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي (خـلال الاعتقال)، و/أو الخبيـرات في هـذا المجال وغیرهن من المهتمات بمسارات العدالة والمساءلة في سوریا.


اليوم وقد مضى على خروجي ما يقارب الخمس سنوات، أرى نفسي لليوم مطالبة بتقديم صك البراءة وتأكيد أن أحداً لم يلمسني هناك لأشخاص لا أعرفهم، فقط لأنهم سمعوا باعتقالي.
على ما يبدو أننا خرجنا من سجن صغير إلى سجن كبير…
لقراءة المزيد:
نقطة سوداء
 
علاوة على كل ما سبق، يأتي السؤال الأهم بنظر البعض في هذا المجتمع، والذي يشغل تفكيرهم\ن المريض: «اغتصبوكي؟»، وهو سؤال لم يطرحه زوجي أو أمي. وكأن الأمر وإن حصل كنت لأخجل به، حتى بقي هذا الأمر إلى الآن معلقاً في أذهان البعض بأن «زوجها ستر عليها وأبقاها على ذمته لأنه ما زال معتقلاً». لا يخجلون من طرح سؤال كهذا، بل إن ذلك
…(الاغتصاب) هو ما يهمهم\ن بالفعل وليس ما تعرضت له من سلب للكرامة والحرية، من بحث عن لقيمات من الطعام، من أبسط الأشياء التي سلبت مني كشرب الماء ودخول الحمام
لقراءة المزيد:
 
عندما ينظر إلي أحدهم متفاجئا من أني ما زلت متزوجة حتى بعـد اعتقالي وخروجي، بل ومحاولتهم حث زوجي على تطليقي فهذا حدث جلل في مجتمعنا، وإن زوجي منقـوص الرجولة لأنه أبقى على أم أولاده على ذمته في نظرهـم.
أو عندما يعاملني رجال يعلمون أني معتقلة سابقة بأني «سهلة المنال» وبإمكاني تقديم ما يرغبون أو ما يلمحون به فذلك لأنهم حبيسون لأفكارهم وأحكامهم المسبقة حول أي أنثى تتعرض للاعتقال في سوريا…
لقراءة المزيد:
 
هذه الوصمة لم تؤثر على المعتقلات السابقات فقط، بل تعدت للتأثـيـر على أطفالهن وخاصة الفتيات، وقد أخبرتني إحدى المعتقـلات أنها زوجت ابنتها بعمر الـ ١٦ خوفاً من نظرة المجتمع بعد اعتقالها واعتقال والد الفتاة الذي استشهد تحت التعذيب ولم يبق أحد للدفاع عنها وعن ابنتها
كما أخبرتني أخرى أنها توقفت عن إرسال بناتها إلى المدرسة لأن الكثير مـن الكادر التدريسي والأهالي كانوا يسألونهّن عن سبب اعتقال والدتهن وعن أساليب التعذيب الذي تعرضت لها الأم بالإضافة إلى تخويفهن من القادم
لقراءة المزيد:
 
فقط في سجن الأسد يتحول الكف عن ارتكاب الجرائم إلى مكرمة. والأسوأ، عند خروجك من المعتقل، ستواجهين مجتمعاً قد تعرض مثلك لظلم الأسد، ولكنه سـيحاكمك مرة أخرى لجريمة
قد تكون وقعت بحقك، ليقيم عليك حدوده المجتمعية مكملاً مالم يكمله سجانك
لقراءة المزيد: