مدونة سلوك لتحسين صورة المرأة في الاعلام والعمل الإعلامي
مقدمة عامة
استطاعت المرأة السورية أن تتبوأ مركزاً مرموقاً منذ خمسينيات القرن الماضي، فقد حصلت على حق التصويت والترشح في البرلمان عام 1953، ومنذ عام 1973 يتشكل البرلمان السوري من برلمانيات وبرلمانيين جنب إلى جنب، كما سجلت النساء مشاركة في جميع فعاليات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية حتى أنها تبوأت مركز نائبة رئيس الجمهوية، ومواقع صنع القرار، وقد اعترفت الدساتير المتعاقبة بالمساواة بين جميع المواطنين/ات.
لكن كل ذلك كان شكلياً وهذا بدى واضحاً من القوانين التمييزية بين المرأة والرجل ومن الحال التي وصلت إليها النساء في المجتمع السوري، وأظهرت التحفظات[1] التي قامت بها الحكومة السورية على اتفاقية السيداو “القضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة” حقيقة موقف الحكومة السورية من مساواة المرأة مع الرجل وكانت تلك التحفظات على المواد (2) والبند الثاني من (9) والبند الرابع من (15) والفقرات /ج-د-ز-و/ من البند الأول من المادة (16) وكذلك على البند الثاني منها.
وسُلبت على أرض الواقع الفرص المتكافئة للبناء والمشاركة في مختلف احتياجات الدولة والمجتمع، مما زاد من تهميش دور المرأة وتعميق الفجوة الجندرية.
لكن المرأة السورية بادرت وتبادر بتحركات على مستويات مختلفة لفرض واقع جديد يحترم كينونتها ويعترف بقدرتها، وذلك منذ نهاية أربعينات القرن المنصرم، حيث شكّلت حركات ومنظمات مجتمع مدني يعنى بالشأن العام وبجهود نسوية بحتة دون التعويل على نظام يروض الديكتاتورية في المؤسسات والفرد، ورغم عرقلة القوانين وإنكار المجتمع المُلقّن لدورها، كان جلياً مع انطلاق الثورة السلمية ٢٠١١ المنادية بدولة مواطنة وديمقراطية الدور الفعّال للنساء في مختلف المحافظات والمدن السورية لخلق مؤسسات مجتمع مدني بديلة.
لكن لم تظهر صورة المرأة الحقيقية في وسائل الاعلام وبقيت صورتها النمطية مكرّسة في الأذهان وطرق تناول المواضيع المتعلقة بدور النساء الريادي في الوضع الراهن.
ومن هنا نجد نحن (شبكة الصحفيات السوريات ) أنه يجب وضع مدونة سلوك صحفية تلتزم بها وسائل الاعلام كافة لتظهر الصورة الحقيقية للنساء السوريات وترصد قصص النجاح والتي تساهم في تغيير الصورة النمطية للمرأة السورية ورصد كل التغييرات والمعيقات التي تقف بوجه النساء من قوانين وعادات وتقاليد وعنف بكافة أنواعه وخاصة العنف القائم على النوع الاجتماعي، بهدف دعم وصول النساء الى مختلف الأدوار الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، مع الالتزام بالمصداقية.
الأهداف | انطلاقاً من هذه المقدمة، فإن المدونة تهدف إلى:
| اعتماد مبادىء حقوق الإنسان واحترام كرامة المرأة ومناهضة كل أشكال التمييز ضد النساء والتوعية بمفاهيم العنف ضد المرأة على أساس الجندر بكافة أشكاله وبكافة المجالات.
| إدماج مقاربة النوع الاجتماعي في العمل الاعلامي والابتعاد عن الأحكام المسبقة والصور النمطية في الرسالة الاعلامية.
| رصد الانتهاكات في وسائل الاعلام وفي القوانين والمناهج التربوية.
| العمل على تكريس ثقافة المساواة بين الجنسين واحترام الكرامة الانسانية في مختلف وسائل الاعلام والوصول الى السياسيين والاقتصاديين والتربويين واشراكهم من خلال والحملات الاعلامية والدورات التوعوية.
| دعم النساء في التعبير عن أنفسهن، والدفاع عن قضاياهن ومعالجتها بموضوعية ومهنية.
| تفعيل دور الاعلاميات وتغيير أدوارهن النمطية من صفحات متخصصة بالأسرة والمجتمع للعمل على اشراكهن في مواقع اتخاذ القرار والصفحات والبرامج السياسية والاقتصادية كالاعلاميين (الذكور) بشكل متساو وذلك من خلال خلق فرص متساوية ونشر هذه الثقافة بين الاعلاميين ات.
| دعم حركات التغيير واشراك النساء ودعمهن للوصول إلى مواقع صنع القرار وتفعيل تلك المشاركة كي لا تكون شكلية.
| المشاركة في الحملات المدنية لتغيير القوانين المعيقة لوصول المرأة الى حقها بالمساواة مع الرجل وحقها كمواطنة وانسانة.
| تفعيل التواصل والتشكبيك بين وسائل الإعلام المختلفة والجمعيات النسائية وكل هيئات المجتمع المدني التي تعنى بقضايا النساء في سورية والعالم.
| الضغط والتشبيك، التضامن وتقديم الدعم الممكن للإعلاميات والإعلاميين عند انتهاك حقوقهم بأي شكل من أشكال التعبير.
| التركيز على قصص النجاح وإيصال صوت الفئات المغيبة عن المشهد الإعلامي.
| تدعيم استقلال الإعلام كسلطة رابعة.
| الالتزام بأخلاقيات المهنة بحسب هذه المدونة.