بيان تضامني مع الصحفية يقين بيدو

شهدت الأيام الأخيرة موجة من الاعتراضات حول الفيديو المنشور في منصة عيني عينك للصحفية يقين بيدو بتاريخ 23 أيار 2020، والذي تحدثت من خلاله عن تجربتها في الإعلام إبان حصولها على جائزة الشجاعة الدولية من مؤسسة IWMF لدعم الصحفيات حول العالم.

وإن كانت حرية التعبير تضمن لأي شخص أو مجموعة إبداء الرأي والاعتراض بحرية على ما ورد في كلام يقين بيدو، إلا أن الأمر تعدى ذلك إلى حملة تنمر مستمرة تضمنت خطاب كراهية واتهامات مختلفة وصلت حد التشهير والتعنيف على منصات التواصل الاجتماعي، وانضمت لها هيئات يفترض بها الدفاع عن الإعلاميين في المقام الأول، فتم فصلها بشكلٍ تعسفي من اتحاد إعلاميي حلب وريفها، والذي نفترض منه أسوةً بالجمعيات والنقابات المختلفة حماية الإعلاميين والإعلاميات من حملات التنمر والتحقق بشكل كافٍ قبل اتخاذ أية خطوة مماثلة.

لذلك نعلن نحن الموقعون والموقعات أدناه من أفراد ومؤسسات وجمعيات والمنتمون/المنتميات لمختلف القوى الاجتماعيّة والسياسيّة التي انتفضت ضد النظام، طامحة بمجتمعٍ حرٍ تقدميٍّ مختلف، تضامننا الصريح مع الصحفية يقين بيدو في وجه هذه الهجمة. ولنشدد على أن الحملة التي تستهدفها تستهدف حرية الضمير وحرية التعبير والإبداع وسائر الحريات الفردية باعتبارها جزءًا لا يتجزّأ من الثورة السورية التي خرجت بمطلب الحرية التي تكفل الاختلاف وتتسع لمختلف الرؤى وتنبذ أساليب التشويه والاستهداف الشخصي وسياسات الوصاية، والتأكيد على مبادئ المواطنة الكاملة والحوار وقبول الآخر، والحق فى الاجتهاد والاختلاف.

كما نرى في هذه الحملة خرقاً لمبادئ الثورة السورية ولكافة المواثيق الدولية ذات الصلة خاصة المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الانسان والتي تؤكد على أن لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، والمادتين 18-19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، واستهدافاً للحريات الفردية للمواطنات والمواطنين، وهي حريات ما فتئت الحركات النسوية/النسائية والحقوقية الديمقراطية تطالب باحترامها.

إضافةً لما نراه من تهجم وخطاب كراهية يستهدف الجسم الإعلامي السوري بأكمله، بإجهاض ما راكمه من تضحيات كبيرة لاقتناص مساحات للحرية والجرأة والنقد، وتكراراً لنهج النظام السوري في كبح أي رأي مختلف تحت بند حماية الثورة، لذا فإننا ونحن ندافع عن الصحفية يقين بيدو ندافع عن مبادئنا في احترام التعبير عن الرأي والاختلاف.
ونؤكد على أن الحملة وبالشكل الذي اتخذته لا تستهدف شخص يقين بيدو فحسب بل الحركة النسائية عموماً وحق النساء بالمشاركة والبناء الوطني، اذ تفتح الباب أمام العنف الرقمي القائم على النوع الاجتماعي ومخاطره الكامنة بتجهيل الهوية من خلال الحسابات المزيفة التي تستهدف حضور المرأة في المجال العام، وتواجدها في الأنشطة المجتمعية، كما يعني الحد من تبادل الأفكار بحرية وممارسة الحق في المشاركة او التعبير عن الرأي.

وندعو الموقعين على البيان :

– للتضامن معًا يدًا واحدة من أجل رفع حُجُب الوصاية الكثيفة التي تخيّم على المجال العام، وتربض فوق كاهل العمل الإعلامي، وللتأكيد على الدور المتعاظم الذي يلعبه الإعلام في تنوير الرأي العام وترسيخ الوعي بمبادئ حرية التعبير والديمقراطية وحقوق الإنسان، ولأن تكون وسائل التواصل الاجتماعي فضاءاتٍ للحوار والسجال النقدي والفكري والحرية، لا للمصادرة وإطلاق الأحكام والترويع، ولنزع صفة حراس الكلام والوصاية الفكرية والأخلاقية عن أي شكلٍ من أشكال التعبير.

– مطالبة جميع الأطراف والهيئات والأفراد احترام حرية الصحافة والصحفيات والصحفيين في الحصول علي المعلومات، وتمكينهم من ذلك لنقل الصورة الكاملة للمتلقي وهو ما يعتبر حقاً أساسياً من حقوق الإنسان، واحترام الثوابت المهنية المتعارف عليها دولياً والتي تمثل في حد ذاتها القيمة الإنسانية للعمل الصحفي وضرورة حماية حريته، كما ندعو للكَفّ عن خطاب الحط من شأن حرية التعبير، ودعوات الخصوصية وقابلية هذا الحق للتعليق في بلادنا، التي من شأنها أن تؤدّي إلى خلط الأوراق وتمييع القضية وتتفيه حرية التعبير بتصويرها على أنها سلعة مستوردة قابلة للمقايضة والانتقائية.

– التأكيد على مسألة دعم النساء وحمايتهن من حملات التنمر والكراهية بكافة أشكالها وبالأخص على وسائل التواصل الاجتماعي، والعمل على خلق حصانة اجتماعية تنبع من عمق الثقافة والتقاليد الاجتماعية التي تمنع التنمر ضد النساء وتحده وتحاصره وتنبذه, لبناء مجتمع صحي ومتوازن تلعب فيه النساء دورهن في البناء الوطني والتنمية.

الموقّعون:

عيني عينك
ASML
وكالة سمارت للأنباء
بوابة سوريا
شبكة الصحفيات السوريات
صدى الشام
الحركة السياسية النسوية السورية
شبكة المرأة السورية
منظمة بدائل
نساء الآن
بيتنا سوريا
مجموعة الجمهورية
دولتي

المركز الوطني للإعلام
جمعية نسوة
ملتقى حنين الثقافي
اللوبي النسوي السوري
صحيفة حبر
منظمة أورنمو
#تضامن_مع_يقين_بيدو