إلى ليلى سويف في معركتها لحرية أبنائها علاء وسناء

عزيزتي ليلي سويف،

هذا الخطاب، ليس ذلك الذي تنتظرينه بصبر وإصرار من ابنك، علاء عبد الفتاح، ولكنه محاولتنا كنساء وأمهات من شتى أنحاء العالم لضم صوتنا إلى صوتك للمطالبة بحصول إبنك على أبسط حقوقه الأساسية في ظل وجود وباء عالمي: حقه في التراسل مع أسرته ومحاميه، وحقك في الاطمئنان على سلامته برغم سجنه.

تابعنا، بغضب شديد، الوقائع المؤسفة التي جرت لك ولفتاتيك منى وسناء على مدار يومي 22 و23 يونيو، بعدما أطلقت صيحتك البسيطة المستحقة: ”عايزة جواب“. وكان من الصادم أن ترد السلطات المصرية على اعتصامك السلمي أمام بوابات السجن بمستوى غير مسبوق من العنف والاستبداد وانتهاك حقوق الإنسان، الرد الذي وصل قمته في العنف بأن يتم الاعتداء بالعنف على ابنتك سناء ثم احتجازها على ذمة اتهامات باطلة.

نُدرك أن السلطات المصرية تستهدف كسر نضالكم كي تكونوا عبرة لعشرات الآلاف من الأهالي الذين يطالبون بحقهم البسيط في الإطمئنان على أحبائهم القابعين في السجون في ظل تهديد وباء كوفيد-19. عشرات الآلاف يمرون بنفس محنة عائلتك بعد أن تم منع تواصل المساجين مع أهاليهم قبل ثلاثة أشهر في وقت انتشار كوفيد-19، وفي ظل الأخبار التي تتناقل عن اصابة حالات بالعدوى داخل السجون المصرية المتكدسة.

نشعر بكِ يا ليلى، الأم وحدها هي من تفترش الأرصفة وتقضي ليلها أمام أسوار السجن خوفاً على أبنائها، غير عابئة بحرارة الجو العالية وقذارة الأرصفة وخطر التُعرض للعنف والمرض. في الوقت الذي نعزل فيه أنفسنا بمنازلنا لحماية صحتنا، عليكِ أن تخاطري فقط من أجل أن تتلقي كلمات بسيطة من ابنك. هناك، أمام أسوار سجن تفصل بينكما، هذا أقرب ما يمكنك أن تكوني له، وهناك، أمام أسوار السجن الصلبة تطلبين كل يوم بهدوء ووضوح جواب منه تعلمين أنه بالتأكيد قد كتبه لكِ. والآن، أضيف الى محنتك قلقك على سناء. نحاول ولا نعرف كيف يمكن أن يكون قاسي هذا الخوف الذي تشاركينه مع آلاف العائلات الأخرى التي تضاعف خوفها بعد تلقي خبر موت شادي حبش، الفنان الشاب، داخل السجن في ظروف غامضة بعد قضاؤه سنتين سجيناً بدون محاكمة.

ليلى، نحن كنساء نطالع في محنتك كل وجوه أمهات وبنات وزوجات معتقلي الرأي في مصر والعالم. يُلهمنا صمودك وصبرك وثباتك بينما يُخطف أحبائك أمام عينيكِ. ونخشي عليكِ مما رأيناكِ تتعرضي اليه من عنف وانتهاك لحقوقك الانسانية، وبينما لا نستطيع أن نكون بجوارك الآن، فلا يسعنا سوى أن نضم صوتنا إلى صوتك: عايزين جواب من علاء.

نتتضامن مع صيحتك المشروعة في الوقت الذي نردد فيه صرخة ابنتك منى بينما تُخطف ابنتك الصغرى سناء أمام مكتب النائب العام: ”لمن نلجأ، كمواطنين مصريين، حين تُنتهك حقوقنا، حين تُعرض حياتنا للخطر؟ في الوقت الذي يمكن أن نُخطف وتُنتزع حُرياتنا أمام مكتب النائب العام؟“

نعلم جيداً أنكِ لن تتوقفي عن نضالك، لأننا نعرف أن سناء كانت مُحقة وهي تقول في التحقيق الذي سبق احتجازها: ”كل حاجة يمكن الإستغناء عنها إلا العيلة.“